بودكاستمنوعات

نافذة على الشمس: عندما يتحوّل الأدب إلى مرآة للوجيعة والأمل

في حلقة مؤثرة من برنامج “المثقف العضوي” على قناة MAG TV، استقبل محمد علي ڨيزة الكاتبة بلقيس خليفة، صحبة المحلل الأدبي فوزي سويد، في حوار غاص في تفاصيل رواية “نافذة على الشمس”، التي لم تكن مجرد عمل أدبي، بل شهادة روحية عميقة على معاناة جيل، وتجربة إنسانية نسوية ناضجة، كتبت بجرأة وإحساس حاد بالعدالة والحرية.

رانيا… من الوجيعة إلى النور

تدور الرواية حول رانيا إبراهيم الناجي، امرأة مبتورة الساق، تخوض مسارًا مؤلمًا بين الفقد، والإقصاء، والمقاومة، إلى أن تتحوّل من ضحية إلى محامية تدافع عن المهمّشين. تحدثت بلقيس عن شخصية رانيا قائلة:

“رانيا موجوعة، لكن تجاوزت العطب وتعلمت تضحك على اللي ما نجّمش يتحمّل المختلف.”

العائلة، الحب، والحنين

رواية بلقيس تمسّك أيضًا بقيمة العائلة رغم صعوباتها، مبرزة أدوار الأم الصامتة، والأب الغائب، والابنة التي تبحث عن مأوى إنساني وسط قسوة العالم. في جملة مؤثرة، تقول رانيا عن أمها:

“أمي كانت منشغلة عنا بناءً، ما عندهاش وقت باش تقولنا كلام حلو.”

أما عن الأب، فهو ليس فقط من يُفتقد، بل من يُعوّض، وهو ما عبّرت عنه الكاتبة بكثافة الأمومة وحرقتها.

الأخلاق والسياسة في قلب الرواية

الرواية، وإن بدت شخصية، فهي ذات أبعاد سياسية واضحة. تتقاطع مع تجارب اليسار التونسي، والعدالة الانتقالية، ومفهوم المقاومة، دون أن تسقط في المباشرة. بلقيس شدّدت على أن الرواية لا تنتقم من الماضي، بل تحتفي بالرحمة، قائلة:

“اللي يعرف الرحمة ما يعرفش الانتقام.”

سؤال المصعد الاجتماعي… هل مازال قائمًا؟

في نهاية الحوار، تطرّق النقاش إلى أزمة المصعد الاجتماعي في تونس، وإلى مدى قدرة التعليم اليوم على تمكين الشباب مثلما مكّن رانيا في الرواية. اعتبرت بلقيس أن الصعوبات اليوم أكبر، لكن الرهان على القيم والمعرفة يظلّ قائمًا:

“القراية مش فقط مصعد اجتماعي، راهي مصعد إنساني… تحصنك من الذل، من الجهل، من العنصرية.”

عن الكاتبة

بلقيس خليفة، الحاصلة على جائزة الدولة في القصة القصيرة، أصدرت عددًا من المجموعات منها “ملاحظات عابرة” و*”ابتسم إنها تمطر”*، وتُعدّ “نافذة على الشمس” أولى تجاربها الروائية، والتي فازت من خلالها بجائزة الاكتشاف، مؤكدةً أن الجائزة رغم أنها ليست غاية، إلا أنها تدفع النص وتمنحه الانتشار.


“نافذة على الشمس” رواية تُقرأ بالقلب قبل العقل، وتحمل في طياتها وجيعة جماعية، ورسالة أمل، وتوثيقًا مؤنّثًا للحقيقة. هي دعوة لأنسنة الأدب، وللإيمان بأن من يكتب بصدق، سيُسمَع ولو بعد حين.

📺 تابعوا الحلقة الكاملة على قناة MAG TV على يوتيوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى