مجتمع

🎓 التوجيه الجامعي… بداية المشروع الشخصي لا نهايته

حوار مع المستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي محمد بشير الهيشري

في إطار سلسلة حوارات تالك رايت التي تسلط الضوء على مواضيع حيوية تهم المجتمع التونسي، استضفنا في الحلقة الأخيرة المستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي محمد بشير الهيشري، لنفتح معه ملف التوجيه الجامعي، في لحظة مصيرية يمر بها آلاف التلاميذ الناجحين في امتحان البكالوريا.

✔️ ما بعد البكالوريا: أسئلة كثيرة… وإجابات مسؤولة

كشف السيد الهيشري في بداية الحوار أنّ التوجيه الجامعي ليس مجرّد إدخال رموز في منصة إلكترونية، بل هو مسار كامل يبدأ منذ سنوات ويُتوّج بقرار شخصي يجب أن يكون واعيًا، واقعيًا، ويعكس إمكانيات التلميذ ورغباته الحقيقية.

كما شدد على ضرورة عدم الانسياق وراء النصائح العشوائية على مواقع التواصل، وعلى أهمية استشارة المستشارين المختصين داخل المؤسسات التربوية، الذين تم تغيير تسميتهم من “مرشدين” إلى “مستشارين”، في دلالة على طبيعة دورهم القائم على الاستماع والمرافقة وليس فرض التوجيه.

👪 دور العائلة: بين الدعم والضغط

توقف الضيف مطولًا عند الدور المفصلي للعائلة في هذه المرحلة، موجهًا رسالة مباشرة للأولياء:

“كما كنتم سندًا لأبنائكم في المسار الثانوي، كونوا داعمين في اختياراتهم الجامعية. لا تفرضوا عليهم طموحاتكم، بل ساعدوهم على اكتشاف ذواتهم وبناء مشروعهم الشخصي.”

وانتقد بشدة التمثلات الاجتماعية التي تُقسّم الشعب الجامعية إلى “نبيلة” و”دون قيمة”، مؤكدًا أن “الشعبة المثالية هي التي تناسب ميولات التلميذ وقدراته، وليس التي يفرضها المحيط أو صورة المجتمع.”

💬 المعلومة موجودة… ولكن

رغم توفر المنصات والمصادر، بيّن الضيف أن المعلومة وحدها لا تكفي، بل المطلوب هو مرافقة مؤطرة وحيّة، وهذا ما يصعب توفيره اليوم نظرًا للنقص الكبير في عدد المستشارين مقارنة بعدد التلاميذ والمؤسسات. وهو ما دفع بعض المهنيين في فترات سابقة إلى إطلاق مبادرات تطوعية، مثل الخط الأخضر ومجموعات التواصل مع الأولياء، لكنها لم تستمر للأسف.

🧠 الذكاء الاصطناعي والتوجيه… فرصة ضائعة؟

في نهاية الحوار، أثار محمد بشير الهيشري نقطة مهمة حول الفرص الضائعة في الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التوجيه، مشددًا على أن الجمعيات المهنية أو حتى الوزارة يمكن أن تطور منصات تفاعلية تساعد التلاميذ في اتخاذ القرار، دون أن تحلّ محل الإنسان والمرافقة المباشرة.

🧭 رسائل ثلاث

اختتم الضيف حواره بثلاث رسائل واضحة:

  • للتلميذ: “عندك بلاصتك، خمم، استشير، وقرّر بنفسك.”
  • لولي الأمر: “آمن بولدك وخليه يخوض تجربته… حتى الغلط فيه تعلّم.”
  • للمجتمع: “خلّونا نعاونوا بعضنا باش الشباب ينجح، كلٌّ من موقعه.”

✍️ إعداد و تقديم : محمد علي ڨيزة
📺 شاهدوا الحلقة الكاملة على قناة MAG TV على يوتيوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى