لحظة مفصلية في المسار النقابي: دعوة إلى مقاربة أعمق

✍️ بقلم: الهادي دحمان
أحداث غير عابرة
شهدت الساحة النقابية منذ 7 أوت سلسلة تحركات لافتة، بلغت ذروتها يوم 21 أوت، وتواصلت في صفاقس، ما يجعل اللحظة الحالية أبعد ما تكون عن كونها ظرفية أو عابرة.
“الأحداث الأخيرة تحمل رمزية تاريخية وتطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل العمل النقابي في تونس.”
ما بين التغطية الإعلامية والتحليل العميق
التحليلات الصحفية والمتابعات الإعلامية رصدت جانبًا من هذه التحركات، لكنها بقيت محدودة أمام عمق اللحظة. المطلوب اليوم مقاربة أعمق، تستند إلى أدوات علم الاجتماع والتاريخ السياسي لفهم ما يجري واستشراف ما سيأتي.
“نحتاج إلى تحليل متعدد الاختصاصات يربط بين الحاضر والمخزون التاريخي ويستشرف المستقبل.”
غياب الجامعة وبهتة النخب
من بين المعضلات البارزة اليوم هو غياب دور الجامعة وضعف النخب الفكرية في تأطير النقاش حول العمل النقابي. هذا الفراغ يترك الساحة لقراءات آنية وسطحية، في حين أن المرحلة تتطلب تفكيرًا نقديًا ورؤية استراتيجية.
“غياب الجامعة وبهتة النخب الفكرية يزيد من خطورة الوضع.”
الحاجة إلى فضاء حوار جماعي
الحل لا يكمن فقط في المتابعة الإعلامية، بل في خلق فضاءات جماعية للنقاش والتحليل. ندوة أو ملتقى يجمع النقابيين والباحثين والصحفيين يمكن أن يكون خطوة أساسية نحو بلورة رؤية جديدة للعمل النقابي.
“الهدف ليس توصيف الأحداث فقط، بل صياغة رؤية توازن بين الانتماء والموضوعية.”
استشراف المستقبل
الأحداث الأخيرة تفرض ضرورة التأريخ للحاضر بعين نقدية، وبناء تصور لمستقبل يكون فيه العمل النقابي قوة اقتراح وتأثير حقيقي في المجتمع والدولة.
“الحدث جلل، واللحظة مفصلية… والمطلوب وعي نقدي يترجم إلى فعل.”