مجتمع

وزارة التربية تُطلق المدرسة الرقمية وتُعلن القطيعة مع البحوث الجاهزة

في منشور رسمي صادر بتاريخ 29 أكتوبر 2025، أعلنت وزارة التربية التونسية عن انطلاق مرحلة جديدة في تحديث المنظومة التعليمية، ترتكز على التعليم الإلكتروني وتفعيل المنصة الوطنية للتعليم الرقمي، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير أساليب التدريس وتعزيز التفاعل بين مختلف الفاعلين التربويين.

التعليم الرقمي: إلزامي للجميع

“يتعيّن على كافة المدرسين والتلاميذ التسجيل وتفعيل حساباتهم على المنصة الوطنية للتعليم الإلكتروني، وذلك لضمان التواصل البيداغوجي والاستفادة من الموارد الرقمية المتاحة.”

هذا التوجه يُترجم إرادة الوزارة في بناء مدرسة رقمية أكثر تفاعلية وانفتاحًا، تُعيد الاعتبار لدور التلميذ كمنتج للمعرفة، لا مجرد متلقٍ سلبي.

القطيعة مع البحوث الجاهزة والتجارب المعلبة

“يُمنع اعتماد البحوث الجاهزة التي لا ينجزها المتعلم بنفسه، ويُشجّع على إنتاج محتوى شخصي يعكس قدراته الفكرية.”

هذا التصريح يُعدّ إعلانًا رسميًا للقطيعة مع ظاهرة البحوث الجاهزة التي تُباع في المكتبات وتُستنسخ دون جهد أو تفكير، وكذلك مع التجارب العلمية النمطية مثل “نبتة الفول”، التي تحوّلت إلى طقوس مدرسية فارغة من المعنى العلمي الحقيقي.

المدرسة الرقمية: تفكير، تحليل، إبداع

التعليم الرقمي ليس مجرد تقنية، بل منهج جديد في التفكير والتعلّم، يُشجع على الفضول، التحليل، والإبداع، ويُحمّل التلميذ مسؤولية البحث والإنجاز.

“المنصة الرقمية ليست مجرد تقنية، بل منهج جديد في التفكير والتعلم، يُشجع على الفضول، التحليل، والإبداع، ويُحمّل التلميذ مسؤولية البحث والإنجاز.”

التحديات القادمة

رغم أهمية المنشور، يبقى التحدي الحقيقي في ترجمة هذا التوجه إلى ممارسة يومية داخل الأقسام. فهل يملك المدرسون الأدوات والدعم الكافي لتفعيل المنصة؟ وهل يُدرك التلاميذ أن المدرسة الرقمية لا تعني فقط تسجيل الدخول، بل أيضًا التخلي عن “النسخ واللصق” والانخراط في تجربة تعليمية حقيقية؟

دعوة للتغيير

في ظل هذا التحول، يُصبح من الضروري إعادة النظر في طرق التقييم، تشجيع البحوث الفردية، وتوفير محتوى رقمي جذاب يُحفّز التلميذ على الاكتشاف. المدرسة الرقمية ليست حلمًا بعيدًا، بل واقع بدأ يتشكّل… ويبقى السؤال: هل نحن مستعدون له؟

✍️ إعداد: فريق التحرير – MagTV

Comments (0)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى