نسرين المؤدب في تالك رايت : “الخرزة الزرقاء”… رواية الحب والحرب ومقاومة الذوبان

في أحدث حلقات بودكاست تالك رايت، الذي يقدّمه الإعلامي محمد علي ڨيزة على قناة ماغ تي في، كان الموعد مع الكاتبة التونسية نسرين المؤدب التي تحدثت عن روايتها الأخيرة “الخرزة الزرقاء”، كاشفة عن عوالمها الرمزية، وعلاقتها العميقة بالكتابة، ورؤيتها لدور الأدب في مواجهة التحديات الفردية والجماعية.
الحلقة، التي ستُبث يوم الأحد 7 سبتمبر على الساعة السادسة مساءً، أخذت المستمعين في رحلة بين الخيال والواقع، الحب والحرب، الذات والمجتمع، من خلال نصّ أدبي يطرح أسئلة وجودية عميقة.
رمزية الخرزة الزرقاء: حماية للهوية وللروح
في بداية الحوار، تحدّثت نسرين المؤدب عن المعنى الرمزي لاختيار عنوان الرواية، حيث قالت:
“الخرزة الزرقاء هي أكثر من مجرّد حجاب ضد العين، هي رمز لمقاومة الذوبان في قوالب جاهزة، سواء كانت اجتماعية أو فكرية أو حتى عاطفية.”
وأضافت:
“نحمل خرزتنا الزرقاء في دواخلنا، هي هويتنا وحصننا الأخير أمام الفوضى والعنف.”
الرواية تنطلق من هذه الفكرة لتطرح قصة بطلتها زهرة، التي تعيش صراعًا داخليًا بين التمسك بجذورها والسعي نحو الحرية في عالم متغير.
الحب والحرب: وجها الحياة
من أبرز ثيمات الرواية العلاقة الجدلية بين الحب والحرب.
نسرين أوضحت أن الحرب في نصها ليست فقط حربًا بالسلاح، بل قد تكون صراعًا داخليًا، أو مواجهة مع الآخر، أو حتى مواجهة مع الذات.
“خلال الكتابة، اكتشفت أن الحب هو وجه آخر للحرب. أحيانًا نقاتل لنحب، وأحيانًا نحب لننسى الحرب.”
وتابعت قائلة:
“زهرة بطلة الرواية لا تبحث فقط عن حب، هي تبحث عن مكان آمن، عن جسر يربطها بعالم أقل قسوة.”
بين الخيال والواقع: مدن متخيَّلة بملامح تونسية
الرواية تنتقل بين فضاءات رمزية مثل مدينة آتيكا ومدينة تسلا، وهي أماكن متخيلة لكنها تحمل في طياتها إسقاطات على الواقع التونسي والعالمي.
“اعتمدت على الفانتازيا كوسيلة للهروب من المباشرة، لكن كل ما هو متخيَّل في النص له جذور في واقعنا اليومي.”
محمد علي ڨيزة علّق خلال الحوار قائلاً:
“وأنتِ تحكين عن مدينة آتيكا، شعرت كأنني أقرأ عن تونس ولكن من مرآة أخرى، مرآة مكسورة تعكس وجوهًا مختلفة.”
الكتابة كوسيلة شفاء ومقاومة
نسرين، التي تعمل كمدربة مهارات في مجال العلاج بالفنون، ترى أن الكتابة ليست فقط فعل إبداع، بل أيضًا أداة علاجية.
“الكتابة ساعدتني شخصيًا على مواجهة آلامي. هي طريقة لفهم نفسي والعالم من حولي.”
وأضافت:
“أؤمن أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة مقاومة، ليس فقط للظلم الاجتماعي أو السياسي، بل أيضًا لمواجهة الخوف الداخلي والكسور النفسية.”
تحديات الكتابة في تونس
في الجزء الأخير من الحوار، تحدّثت نسرين عن وضعية الأدب والكتاب في تونس، مؤكدة أن التحديات كثيرة لكن الأمل قائم:
“المشهد الأدبي في تونس متنوع وغني، لكن ينقصه الدعم والتشجيع، خاصة للشباب. نحتاج إلى فضاءات أكثر للنقاش والنقد والتجريب.”
وختمت برسالة موجهة للكتاب الجدد:
“اكتبوا بصدق. لا تبحثوا عن رضا الجميع، فقط ابحثوا عن أصواتكم الداخلية وكونوا أوفياء لها.”
حلقة مختلفة بعمقها الرمزي
حلقة تالك رايت مع نسرين المؤدب لا تكتفي بتقديم رواية جديدة، بل تفتح بابًا للتفكير في علاقة الإنسان بذاته ومجتمعه وعالمه.
هي حلقة عن الأدب كفعل مقاومة، عن الكتابة كجسر بين الألم والأمل، وعن الخرزة الزرقاء كرمز لرحلة لا تنتهي نحو النور.
📺 تابعوا الحلقة كاملة يوم الأحد 7 سبتمبر على الساعة 18:00 على قناة MAGTV على يوتيوب