إقتصادبودكاست

تونس 2025: نمو اقتصادي أم تضخم هيكلي؟

الحلقة الرابعة من بودكاست MAGECO تكشف ما وراء الأرقام

في الحلقة الرابعة من بودكاست MAGECO، التي تم تصويرها في استوديو الطاهر الحداد، اجتمع الإعلامي محمد علي ڤيزة مع المستشارين أحمد بن يوسف ورضا مرابط في نقاش اقتصادي امتد على مدار ساعتين، تناولوا فيه واقع الاقتصاد التونسي لسنة 2025 من زوايا متعددة: نقدية، قانونية، هيكلية، واجتماعية.

الحلقة لم تكتفِ بعرض الأرقام الرسمية، بل سعت إلى تفكيكها وربطها بالواقع المعيشي، من خلال تحليل نقدي وتفاعلي، مدعوم بوثائق رسمية وملاحظات ميدانية. منذ افتتاحها، طُرح سؤال جوهري ظل يرافق النقاش في كل فقراته:

“هل تونس في طريق التعافي؟ وإلا النمو هذا مجرد أرقام ما تعكسش الواقع المعيشي؟”

في فقرة “Le Chiffre du Mois”، تم التطرق إلى تضخم الكتلة النقدية الذي بلغ 26 ألف مليار دينار، مع عودة الأوراق النقدية البالية إلى التداول. هذا الرقم لم يُقدَّم كمعطى مالي فقط، بل كعلامة على تحولات عميقة في سلوك السوق. أحمد بن يوسف علّق قائلًا:

“الناس تفضل التعامل بالكاش، وهذا يعكس أزمة ثقة في وسائل الدفع البنكية، ويقوّي القطاع الموازي ويضعف الرقابة الجبائية.”

أما رضا مرابط، فقد اعتبر أن هذا التضخم النقدي ليس مجرد تطور طبيعي، بل مؤشر على خلل في السياسات المالية:

“تضخم الكتلة النقدية ما هوش مجرد رقم، هو مؤشر على هشاشة في السياسات المالية، وغياب الثقة في المنظومة البنكية.”

النقاش توسّع ليشمل قانون الشيكات الجديد، الذي كان من المفترض أن يحد من الشيكات بدون رصيد، لكنه في الواقع ساهم في تراجع استعمال الشيكات وارتفاع المعاملات النقدية. أحمد بن يوسف أشار إلى أن:

“السياسات اللي كانت تحاول تضغط على الكتلة النقدية باستعمال الشيكات والكارتات، اليوم تراجعت، ورجعنا للتعامل المباشر بالنقد، وهذا يضر بسمعة الاقتصاد.”

ثم انتقل الحوار إلى الفصل 30 من مجلة الشغل وتنقيحاته الأخيرة، التي فرضت ضمانًا بنكيًا بنسبة 20% على شركات الخدمات. هذا الإجراء، رغم نواياه الحمائية، أثار جدلًا واسعًا بين الضيوف. أحمد بن يوسف اعتبر أن:

“القانون يفرض على كل شركة مزودة للخدمات تقديم ضمان بنكي بـ20% من قيمة الصفقة، وهذا يطرح تحديات كبيرة على المؤسسات الصغرى.”

رضا مرابط تساءل عن غياب التعريف القانوني الدقيق لهذه الشركات:

“غياب تعريف واضح لشركات الخدمات يخلق ضبابية، ويهدد مردودية المؤسسات اللي تخدم في القطاع.”

الفقرة الأخيرة من الحلقة، “Le Débat”، كانت بمثابة تشخيص شامل للاقتصاد التونسي، انطلاقًا من مذكرة تحليلية أعدها رضا مرابط. تم التطرق إلى مؤشرات النمو، التضخم، البطالة، الدين العمومي، وأداء القطاعات الإنتاجية. رضا شدد على أن:

“الاقتصاد التونسي اليوم يتطلب أكثر من مجرد إصلاحات تقنية، يلزمه ثقة، تنوع، ورؤية شاملة.”

أما أحمد بن يوسف، فقد عبّر عن قلقه من توسع السوق الموازية وتراجع الاستثمار:

“المعاملات البنكية كانت توصل لـ240 ألف مليار، واليوم جزء منها رجع يتداول في السوق الموازية، وهذا يضعف الرقابة ويهدد الاستثمار.”

الحلقة اختُتمت بنفس السؤال الذي افتُتحت به، لكن هذه المرة بنبرة أكثر وضوحًا. محمد علي لخّص ذلك بقوله:

“الأرقام إيجابية نسبيًا، لكن الواقع المعيشي، ضعف القطاع الخاص، الضغط الجبائي، والدين العمومي، يخليونا نراجعو حساباتنا.”

حلقة MAGECO الرابعة لم تكن مجرد بودكاست اقتصادي، بل كانت مرآة لواقع معقّد، ونقاشًا صريحًا بين أرقام رسمية وحقائق يومية. هي دعوة لإعادة التفكير في النموذج التنموي، وفي علاقة المواطن بالمنظومة الاقتصادية، وفي قدرة الدولة على استعادة الثقة.

📺 يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة على قناة MAGTV على يوتيوب

مقالات ذات صلة

Comments (0)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى