علي القادري: صعود الصين نتاج ثورة اشتراكية تقودها الدولة… وليس خياراً ليبرالياً

في حلقة استثنائية من بودكاست المثقف العضوي على قناة ماغ تي في، أجرى الإعلامي محمد علي ڨيزة و المحلل و الناقد فوزي سويد الحوارًا عميقًا مع المفكر اللبناني علي القادري، حول التحولات الكبرى التي يشهدها العالم، والدور المتنامي للصين في رسم ملامح نظام عالمي جديد.
على مدى ساعتين من النقاش المعمّق، تطرّق القادري إلى أصل النهضة الصينية، محللًا السياق التاريخي والسياسي الذي سمح للصين بأن تتحول من بلد فقير وممزق في منتصف القرن العشرين، إلى قوة اقتصادية وسياسية عالمية في القرن الحادي والعشرين.
وأكد القادري أن هذا الصعود ليس ثمرة خيارات ليبرالية كما يروّج له الغرب، بل هو نتيجة مباشرة لمشروع ثوري ضخم قاده الحزب الشيوعي الصيني منذ ثورة 1949.
وقال القادري في هذا السياق:
“ما نشوفوه اليوم في الصين هو نتيجة لثورة عميقة، نجحت في بناء قاعدة اقتصادية واجتماعية وأيديولوجية صلبة، تحت قيادة الحزب الشيوعي.
الغرب يحب يوهم العالم أن الصين تبنت الليبرالية، لكن الحقيقة أن الحزب مازال هو القوة المركزية اللي تحدد السياسات الكبرى.”
النموذج الصيني vs النموذج الغربي
القادري أوضح أن الفرق الجوهري بين الصين والدول الغربية يكمن في دور الدولة. ففي حين تعتمد الليبرالية الغربية على قوى السوق والقطاع الخاص، فإن النموذج الصيني يقوم على التخطيط المركزي والتدخل المباشر للدولة في الاقتصاد، مع توجيه واضح من الحزب الشيوعي.
وأضاف:
“اللي يميز الصين هو أن الدولة ما سلمتش زمام الأمور للسوق.
هي اللي تخطط وتنفذ وتراقب، وهذا ما يخليها قادرة تحافظ على استقلالها السياسي والاقتصادي.”
الصعود الصيني وتداعياته على النظام العالمي
تناول الحوار أيضًا الانعكاسات العالمية لصعود الصين، حيث أشار القادري إلى أن هذا الصعود يطرح تحديًا وجوديًا أمام النظام الرأسمالي الغربي.
وأوضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها ينظرون إلى الصين على أنها تهديد مباشر لهيمنتهم، وهو ما يفسر الحروب التجارية والتوترات العسكرية في بحر الصين الجنوبي وأماكن أخرى.
وقال القادري:
“الغرب موش مستعد يسلّم بمكانة الصين الجديدة،
وهذا يخليه يلجأ لكل الوسائل… من العقوبات الاقتصادية، للحروب التجارية، وحتى النزاعات العسكرية بالوكالة.”
قراءة في المستقبل: صراع حتمي
في ختام حديثه، أكد القادري أن الصراع بين الصين والغرب مش مجرد تنافس اقتصادي، بل هو صراع بين مشروعين مختلفين جذريًا:
مشروع قائم على السوق والربح، وآخر قائم على التخطيط والدور المركزي للدولة.
واعتبر أن السنوات القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار التاريخ، قائلاً:
“لفهم العالم، لازم نقرأ الأحداث بعين الثورة…
موش بعين السوق.
اللي نعيشو اليوم هو لحظة تاريخية، مش مجرد أزمة اقتصادية عابرة.”
حلقة متاحة على يوتيوب
الحلقة الكاملة متوفرة الآن على قناة MAG TV على يوتيوب، وتتضمن تحليلاً معمقًا لمستقبل الصراع العالمي، ودور الصين في إعادة تشكيل النظام الدولي.
📺 رابط الحلقة: 📌 مدة الحلقة: ساعتان